

كوسوفو للأسف حالة خاصة
سيدتى القبيحة اسرائيل لا داعى أن تخافى أو أن مجرد تقلقى من الاعلان الفردى لاستقلال كوسوفو وتبعات ذلك على أرضنا فلسطين فالقيادة الفلسطينية لن تحذو حذو كوسوفو فاستقلال كوسوفو حالة خاصة..تلك هى كلمة السيدة السوداء رايس للحكومة الاسرائيلية خشية ان تقلد فلسطين هذا الاعلان وتعلن استقلالها من طرف واحد فهذا كما رأيها لن يحدث فى الوقت الراهن .. فى البداية دعونا نبدا من الصفحة الأولى للقصة الكوسوفية ، فأثناء الأزمة الكوسوفية فى التسعينات لم تقف أمريكا موقف المتفرج على الحدث بل شاركت فى صنع القرار ولم لا وكوسوفو بالنسبة لها ليس اقليم مهم جغرافيا فقط بل لأهميتهالاستراتيجية من حيث انه الاقليم المسلم الوحيد فى أوروبا فبامكانه ان يكون حليف مهم جدا لها على غرار تعاونها المشترك مع تركيا ذو نفس الطبيعة ايضا فهى لم تتعامل مع الاقلية المسلمة فى كوسوفو بمنطق اظهار العداء بل بمنطق المصلحة فهى تدعم الاقليم فى قضية مقابل تقديم خدماته.. على هذا الاساس انطلق التدخل العسكرى الامريكى فى الاقليم وايضا البوسنة والهرسك بحجة حماية الاقلية المسلمة فاحتل حلف شمال الأطلسى تحت الاشراف الامريكى اقليم كوسوفو والبوسنة والهرسك و دعمت جيش تحرير كوسوفو ماديا وعسكريا من خلال تهريب اسلحة اليه وايضا تعون السى اى ايه مع قيادات جيش تحرير كوسوفو وحدثت تلك الاتصالات فى العاصمة الألبانية الطفل المدلل الجديد فى اوروبا .. وامتد هذا التدخل بصورة مباشرة فجة حيث احتلت قوات الأطلسى يوغسلافيا التى احتلت كوسوفو وقصفت الطائرات الامريكية علنيا بلغراد العاصمة اليوغسلافية .. ولنعد الى الصفحة الأخيرة مع التأييد الكامل للاتحاد الأوروبى لهذا الاستقلال فى ظل الحرب الباردة مع الدب الروسى المؤيد للمحتل اليوغسلافى ولكن فى اطار التطورات الجديدة للنزعة القومية الأوروبية وخوف بعض دول الاتحاد على مصالحها الخاصة هناك نية مبيتة للاتحاد الاوروبى للتراجع عن تأييد الاستقلال فى ظل الضغط الأسبانى والمجرى والومانى عليها ، فأسبانيا تخشى من اعلان اقليم الباسك الاستقلال ايضا ونفس الموقف الخائف من اعلان بعض الاقليات نفس الفكرة فى مقدونيا ورومانيا والمجر فكوسوفو ستصبح مثل اعلى تلجا اليه القاليم والاقليات ذات النزعات الانفصالية ، وبالنسبة لوسيا فقد هددت بدعمها لاعلان استقلال الاقليات الروسية فى اوستيا واخسيا وجورجيا ، وهناك قلق صينى من تبعات الموقف الكوسوفى على أهالى هضبة التبت من اتخاذ نفس الموقف ... فى ظل كل ذلك نستخلص الحرص الاوروبى الشديد على وحدته ونزعته القومية الأوروبية على حساب اى مصالح خلاف أوامر امريكا فهى مترددة بين التأييد والتراجع ... الخلاصة أنه بالنسبة لبعض الدعوات العربية بخصوص ان تعلن فلسطين الاستقلال عن المحتل الصهيونى كخطوة فى سبيل الحرية جوابى له كفاك اوهاما لأن مثل تلك الخطوة غير مفيدة عمليا لأن القيادة الفلسطنية الموجودة غير كفء لمثل هذا الكلام ثانيا أن الذى يدعم الاستقلال الفلسطينى هو فقط الشارع العربى اما كوسوفو فورائها امريك بجلالة قدرها ، اخيرا سؤالى : أى أرض سنعلن استقلاه :أهى بقايا الضفة وغزة فقط أم بجانبهما تل أبيب وفلسطين كلها .. سؤال صعب؟
محمود بركات