Sunday, February 1, 2009



ذكرى رحيل و علامات مشهد جديد

حين أكد للاعلامى النابغ / أحمد منصور أن علامات نهاية دولة اسرائيل بدأت تلوح فى الأفق لم أستطع أن أكذبه أو أصدقه فى ذات اللحظة ؛ فهذا التناقض ينبع من التناقض الحالى والموروث بين العقل العنترى والعقل الابداعى والتحليلى وصعوبة المزج بينهما فى قضية واحدة . لكن العلامة الدكتور عبد الوهاب المسيرى - الأبدع بين مفكرينا - كان توقعه صحيحا وقادرا على أن يغمرنى يقين بأن النهاية لم يبقى عليها الا عدة مشاهد لأقول له :"صدقت" . فى زيارتى لمعرض الكتاب كان قرارى هو اعادة قراءة ما قرأت والشك فيما سلمت به والتوجه الى فهم وتحليل هذا السرطان المستوطن على باب رفح ؛ فلم تتوجه عينى الا لمن قضى عمره فى معاداة الصهيونية الدكتور / المسيرى ؛ وولأسف حين كانت موسوعته الشهيرة " اليهود واليهودية والصهيونية " على أول القائمة أخرها سعرها الى أجل مسمى لأمسك حاليا باليد الخفية . أثناء وقوفى فخورا أمام موسوعته أتطلع غلافها الأحمر الرامز لحرب الجنون الأخيرة على غزة بدأ أحصى أعداد من يسألون عنها ، فصدمتنى الأعداد الغفيرة بمختلف الأعمار من 19 سنة - كاتب هذه السطور - الى الستينات ليغمرنى شعور بأن أمة اقرأ بدأت تقرأ وتخطو أولى خطوات طرد هذا الكائن الشاذ الغريب عن أرضنا بالفهم والتحليل والدراسة . كانت هذه الكلمات ذكرى لمن وجبت له هذه الذكرى فى هذه الأيام التى تشهد هزيمة العصابات الاسرائيلية لأول مرة على رقعة فلسطين منذ النكبة ؛ لتكون ذكراه أمام موسوعته : دمعة وابتسامة كما كانت ذكرى الحرب الأخيرة على غزة بين المقاومة الفلسطينية والجماعات الوظيفية الصهيونية